في خطوة تنظيمية مهمة، أطلق منتدى الحي الجديد (كليطو) بالعرائش أول خطة تنفيذية استراتيجية له، تمتد للفترة من 2025 إلى 2027، وذلك في إطار سعيه لتحقيق رؤيته التنموية الطموحة للحي. وتأتي هذه الخطة كنتاج لعمل جماعي مكثف، بهدف الارتقاء بواقع المنتدى وتعزيز قدراته وتمكينه من التغلب على الإشكاليات الرئيسية التي تواجه عمله.

ولا تمثل هذه الخطة مجرد خيار تنظيمي، بل هي ضرورة استراتيجية ومقوم جوهري لنجاح أي مشروع جماعي يروم الفعالية والنجاعة والاستدامة. فوسط التحولات المتسارعة والإكراهات المتشابكة التي تواجه الفاعلين المدنيين، تبرز الخطة التنفيذية كأداة عملية لترجمة الرؤية العامة والأهداف الكبرى إلى خطوات إجرائية مضمونة زمنياً ومنهجياً، تمكن من تجسيد المبادىء على أرض الواقع، وتضمن التناغم بين الهياكل، والتكامل في الأداء، والتقييم المستمر للنتائج.

وتمثل الخطة البوصلة التي تهدي مسار العمل وتمنع الارتجال والعشوائية، وتحول الأفكار إلى منجزات، وتقوي روح الالتزام، وتعزز ثقافة الإنجاز. كما تعد إطاراً مرجعياً للمساءلة والمحاسبة، إذ تسمح بتتبع المخرجات ومقارنتها بالمؤشرات والمعايير المتفق عليها، وتسهم في تعميق الشفافية، وترسيخ الثقة بين مختلف المتدخلين.

وتكمن أهمية الخطة التنفيذية أيضاً في قدرتها على تحفيز الانخراط الجماعي، والإقناع، وضمان توزيع واضح للأدوار والمهام، مما يخلق دينامية تشاركية قادرة على مواجهة الإكراهات وتجاوز التعثرات. وهي تعبير عن نضج مؤسساتي، ومظهر من مظاهر الحكمة الجماعية، وأحد أسس الإقلاع النوعي الذي يمكن المنتدى من التموقع كمؤسسة مدنية رائدة، ذات أثر ملموس ومرجعية موثوقة.

ومن هذا المنطلق، فإن بلورة خطة تنفيذية متكاملة لا تمثل مجرد وثيقة إدارية، بل هي مشروع فكري وتنظيمي، يجسد عزم المنتدى في الانتقال من الفكرة إلى الفعل، ومن التنظير إلى التطبيق، في إطار من الشفافية، والمسؤولية، والتشاركية البناءة.